طبقا لأول دراسة علمية لتقصي آثار التدخين الإلكتروني السلبية على الصحة (أو ما يطلق عليه أيضا التبخير الإلكتروني) على المدى الطويل وجد الباحثون أنه يزيد من فرص الإصابة بالربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة والانسداد الرئوي المزمن.
ويشرح الباحثون من جامعة كاليفورنيا أن استخدام السجائر الإلكترونية حتى مع الامتناع عن تدخين التبغ يحمل المستخدم مخاطر على الصحة حيث تزيد الفرص من الإصابة بأمراض رئوية بمقدار الثلث.
وبينما توضح هذه الدراسة أنه على الأرجح يبقى التبخير الإلكتروني أقل خطرا من تدخين التبغ، إلا أن مدخني التبغ والسجائر الإلكترونية على السواء يعرضون أنفسهم لمخاطر أعلى مما يتعرض لها مستخدمي واحدة فقط من هذه الوسائل للتدخين.
الاستخدام المزدوج للتبغ والتدخين الإلكتروني الأعلى خطرا
وقد شرع فريق الباحثين في تقصي آثار الطرق المختلفة من التدخين على الصحة وخاصة على وظائف الجهاز التنفسي خلال هذه الدراسة التي بدأت عام 2013 ونشرت خلال الربع الأخير من عام 2019.واعتمد الباحثون على بيانات تخص أكثر من 32000 شخص بالغ يعيش بالولايات المتحدة الأمريكية، ولم يسجل لأي منهم أي أعراض لأمراض بالجهاز التنفسي لدى بداية الدراسة بعام 2013.
وبعد ثلاثة أعوام من بدء الدراسة، وجد الباحثون أن مستخدمي وسائل التبخير الإلكتروني يحتمل بنسبة 1.3 (زيادة بمقدار 30%) أن يصابوا بأمراض رئوية مقارنة بمن لم يقوموا مسبقا بالتدخين سواء الإلكتروني أو عبر إستخدام التبغ.
بينما كشفت الدراسة أيضا أن مستخدمي التبغ يحتمل أن يصابوا بالأمراض الرئوية بمقدار 2.6 مقارنة بغير المدخنين (غير مدخن لأي نوع) ولكن الكشف الأكثر أهمية كان أن مدخني كلا النوعين يتعرضون لاحتمالات أكبر (3.3).
الاستخدام المزدوج لكل من التبغ والتبخير الالكتروني، وهو الأكثر انتشارا بين المدخنين اليوم، يحمل مخاطر كلا النوعين مجتمعين وهو ما يجعله أخطر من التدخين التقليدي. هكذا ينتهي الباحثون بطرحهم للخلاصات حول تأثير السجائر الالكتروني على الصحة على المدى الطويل.
واعتمدت هذه الدراسة بشكل رئيسي على بيانات تم استخلاصها من استبيانات قدمت للمشاركين في الدراسة، ولهذه الدراسة قد تم النظر في أربع حالات مرضية على وجه التحديد تصيب الجهاز التنفسي، وهي كما ذكرت سابقا: الربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة والانسداد الرئوي المزمن.
وبسبب طبيعة هذه الدراسة الاستبيانية، فلا يمكن توضيح دور التدخين الإلكتروني كمسبب مباشر لهذه الحالات الطبية ولكن توضيح وجود رابط بين هذه الممارسة والحالات الطبية الأربعة المذكورة.
ربما يكون التبخير أأمن من التدخين، لكن لا يخلو من المخاطر
ترجح الدراسة أن التبخير أأمن مقارنة مع التدخين، على الأقل فيما يخص أمراض الجهاز التنفسي. لكن هذا لا ينفي أنها تنطوي على مخاطر صحية على الجهاز التنفسي. وهو ذات ما توصلت له دراسة نشرت سابقا خلال عام 2018 من قبل مركز بحثي آخر.
وهو ما توضحه مجموعة من الدراسات أنهيت خلال الأعوام السابقة مع الإزدياد الكبير في استخدام وسائط التبخير الالكتروني. ولكن هذا يتوقف على افتراض أن مستخدم التبخير قد توقف كليا عن التدخين وهو ما تظهر أدلة متزايدة أنه غالبا لا يحدث.
حيث توضح بيانات الدراسة أن أقل من 1% من مستخدمي التبخير بعد إنطلاق البحث بثلاثة أعوام قد تركوا التدخين. وهذا ما يناقض أهداف مروجي استخدام السجائر الإلكترونية بوصفها بديل أقل خطورة من التبغ، فهي لا تحل المشكلة بل غالبا ما تزيدها سوءا.
ولا يمكن وصف أضرار التبخير بكونها منحصرة في أمراض الجهاز التنفسي، حيث أوضحت دراسات أخرى ما لها من أضرار على عضلة القلب والأوعية الدموية والنظام المناعي. وهي أبحاث خصصت لدراسة الآثار على المدى القصير، وقد كان العلماء يحاولون منذ مدة لبذل جهد أكبر لدراسة الآثار على المدى البعيد. وحيث أن استخدام السجائر الإلكترونية قد مضى عليه حوالي 10 سنوات فقط فقد يحتاج الأمر وقت أطول حتى يستوعب العلماء مدى الأضرار الناتجة عن إستخدامها.