تسمح لنا مواقع التواصل الاجتماعى بالاتصال على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع مع عدد غير محدود من الأشخاص. فإن هذا النوع من الاتصال يجعل الكثير من الناس يشعرون بالوحدة أو ربما يشعرون بوحدة أكثر من أي وقت مضى.
بينما يستخدم الأشخاص الواثقون و المنفتحين عموما مواقع التواصل الاجتماعي لتحسين الاتصالات التي طوروها شخصيا، فالاشخاص الغير آمنين ينظروا إليها لتطوير علاقاتهم والحفاظ عليها وغالبا ما يفضلون وسائل التواصل الاجتماعى على التواصل الشخصية. الاتصالات الالكترونية غالبا ما تشعر بالأمان وتوفر العزلة للخبرات الاجتماعية السلبية سواء كانوا يعانون من ضعف المهارات الاجتماعية أو لديهم قلق اجتماعي على الرغم من امتلاكهم مهارات اجتماعية جيدة. نتيجة لذلك قد يكون لديهم تفاعلات اجتماعية أقل او علاقات اقل ارتباطا، وكلاهما يمكن أن يجعلهم يشعرون بمزيد من الوحدة.
أجرى مؤخرا الباحثون فى جامعة بيتسبرغ لأبحاث التكنولوجيا والإعلام والصحة دراسة أضافت أدلة متزايدة أن مواقع التواصل الاجتماعى تسبب المزيد من الشعور بالوحدة. هذه الدراسة تقارن الطرق التى أثرت بها تجارب التواصل الاجتماعى الإيجابية والسلبية على الشعور بالوحدة . فى حين أن المشاركين فى الدراسة لم يختبروا التغير فى الشعور بالوحدة بعد التجارب الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعى، فالاتجاه المقلق تم العثور عليه بعد التجارب السلبية. شهد المشاركون فى الدراسة زيادة بنسبة 13% فى الشعور بالوحدة لكل زيادة بنسبة 10% فى التجارب السلبية.
فى حين أن مواقع التواصل الاجتماعى تزيد من الشعور بالوحدة، لكن هذه ليست المشكلة الحقيقية، لمعالجة المشكلة الحقيقة يجب عليك تحديد الشخصيات الاساسية المساهمة فى وحدتك. إذا كنت تعتقد أن مهاراتك الاجتماعية ضعيفة فعليك أن تعمل على تحسينها من خلال العلاج الفردى أو مجموعة علاج المهارات الاجتماعية أو من خلال كتاب المساعدة الذاتية (وعلى الرغم من التحسن بالطبع لكن لا يزال يتطلب منك الممارسة الحية).
إذا كان لديك مهارات اجتماعية جيدة ولكنك لا تزال قلقا للغاية وتتجنب التفاعلات الشخصية فإنك بحاجة إلى ممارسة كونك اجتماعيا وهذا يتضمن زيادة الطرق التي تتواصل بها وتتحدى مخاوفك ببطء والتى من المحتمل أن تكون غير متناسبة مع موقف معين. فقد تكون قادر على القيام بذلك بنفسك ولكن قد تحتاج أيضا إلى مساعدة بعض المحترفين. فى كلتا الحالتين، كلما أصبح الناس أكثر مهارة وراحة فى المواقف الاجتماعية يبدأوا يشعرون باتصال أكثر ووحدة أقل.
يبدو أن هذه النتائج تظهر أن وسائل التواصل الإجتماعى قد تكثف الاتجاه العام للناس لدفع المزيد من الاهتمام للتجارب السلبية من تلك التجارب الإيجابية. بالنسبة لبعض الناس يعد التعرف على الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي والاعتراف بها أمرا كافيا لتخفيفها او قد يساعدك على اتخاذ قرار الخروج من مواقع التواصل الاجتماعى فى الوقت المناسب والاشتراك في الانشطة التى تشعرك بايجابية أكثر.