مصابون بالسمنة وسيارات تحرق الوقود


كشفت أبحاث جديدة بخصوص التغير المناخي عن أنه توجد علاقة بين انتشار مرض السمنة وتطور المشكلة المناخية.

"ترجح تحليلاتنا أنه بالإضافة إلى الفوائد المجنية من جراء مكافحة مرض السمنة من منع انتشاره وخفض معدل الوفيات بين السكان وصولا إلى تخفيض تكاليف الرعاية الصحية بشكل عام، فإن مكافحة السمنة قد يساهم بشكل إيجابي في حل مشاكلنا البيئية،" هكذا صرح الباحث فيدون ماجكوس من قسم التغذية والرياضة في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك.

مثل كافة الكائنات الحية التي تعتمد على الأوكسجين، ينتج البشر ثاني أكسيد الكربون خلال العملية الحيوية التي تعرف بالأيض، وهي عملية حيوية ضرورية للبقاء على قيد الحياة كما يوضح العلماء هذا بالتفصيل.

ويتم حساب كمية ثاني أكسيد الكربون التي ينتجها أي نوع من الكائنات الحية عبر عدة عناصر هي متوسط معدل الأيض، ومتوسط حجم الجسم، و تعداد هذا النوع من الكائنات على الكوكب.

وما يشير إليه الباحثون ضمنا هو أن من يعانون من السمنة ينتجون كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بذوي الوزن الطبيعي.

هذا مع الوضع في الإعتبار أن الأشخاص المصابين بالسمنة يستهلكون غالبا كميات أكبر من الطعام والمشروبات، وهي منتجات تحتاج لكثير من الموارد ليس فقط في عملية إنتاجها ولكن أيضا خلال عمليات النقل والتوزيع على الأسواق وهي جميعها عمليات تستهلك كميات كبيرة من الوقود الأحفوري. وهو ما يعني أن مرضى السمنة يرتبط مرضهم إرتباط مباشر بكميات أكبر من الغازات الدفيئة على مستويات الغذاء المستهلك والإنتاج المباشر لأجسامهم لهذه الغازات.

ويقدر الباحثون أن السمنة تساهم بزيادة مقدارها حوالي 700 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام على مستوى العالم، وهو ما يضاهي 1.6% من إجمالي ما تنتجه البشرية من الغازات الدفيئة.

وبشكل تقديري، فإن كون المرء مصاب بالسمنة فهذا يعني إنتاج زائد للغازات الدفيئة بمقدار 20% في صورة كل من ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، مقارنة مع غير المصابين من ذوي الأوزان الطبيعية. وهو ما قدرته دراسة علمية نشرت في العشرين من ديسمبر كانون الأول في مجلة الدورية العالمية للسمنة.

ونبه الباحثون عن ضرورة الحذر في ما يخص هذه التصريحات بما يمنع إستخدامها بشكل يسبب وصم لمرضى السمنة، وهو ما يعانونه بالفعل في سياقات اجتماعية مختلفة.

وأخيرا، فإن الكثير من الأطباء ينادون باتباع نهج أكثر فعالية في التعاطي مع مشكلة السمنة في المجتمعات، منوهين عن الثمن الكبير الذي ندفعه كلنا جراء صعوبة الحصول على الرعاية الطبية المناسبة لحالات السمنة، لكونها لا تؤثر فقط على المصابين بها، ولكن أيضا على البيئة وبالتالي على كل البشر على حد سواء.
أحدث أقدم