في دراسة عكف الباحثون من خلالها على التحقق من فوائد الأسبرين كعلاج وقائي لسرطان القولون، اكتشف بمحض الصدفة الآلية التي من خلالها يمكن تناول الفاكهة والخضراوات من تقليل مخاطر الإصابة بهذا النوع من مرض السرطان.
حول العالم، يشخص سنويا حوالي مليون إنسان بمرض سرطان القولون. وهو نوع مرض السرطان صاحب معدل الوفيات الثالث من حيث المرتبة بين أنواع السرطان الأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. ومن المتوقع أن يسبب سرطان القولون حوالي 50000 حالة وفاة بنهاية عام 2019.
ويعتقد طبقا للعديد من الأبحاث، أن أحد العوامل الرئيسية المسببة لهذا السرطان هو كثرة تناول اللحوم الحمراء، كلحم البقر والماعز والخنازير، إضافة إلى المواد الغذائية المصنعة من مثيل البرجر والهوت دوج. ومن العوامل المسببة أيضا حالات السمنة المفرطة.
حاليا، يعمل الباحثون على تحديد فوائد مركبات الفلافونويد في مجال الوصاية من أمراض سرطان القولون والمستقيم. وتوجد هذه المركبات عادة في الفاكهة والخضر، مثل التوت والعليق الأسود والعنب الأحمر والتفاح والبصل الداكن والرمان والفراولة والباذنجان وفصائل من الكرنب. وهذا بالطبع بالإضافة إلى الشاي والشوكولاتة.
من الأسبرين ووصولا للفاكهة
كان فريق من الباحثون والأطباء بجامعة داكوتا الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية، على رأسهم الأستاذ المساعد جيرام جوناجي، يعملون على تقصي دور دواء الأسبرين في الوقاية من سرطان القولون. هذا عندما اكتشفوا دور لمركبات الفلافونويد ينطوي على الوقاية من تسرطن خلايا القولون، وهو البحث العلمي الذي نشر في دورية النشر العلمي MDPI السويسرية.وهو ما حدا بفريق الأستاذ جيرام لإقامة اختبارات معملية بدأت على حمض الساليسيليك وكل المشتقات الكيميائية الشبيهة (يستخرج هذا الحمض عادة من نباتات كالصفصاف الأبيض) لفهم آلية كبح هذه المواد لنمو الخلايا السرطانية.
خلال هذه الاختبارات، وجد الفريق أن حمض الفلوغلوسينول كربوكسيل (trihydroxybenzoic) وهو مركب ينتج عن تكسير بكتيريا المعدة لمركبات الفلافونويد، يعمل على كبح الإنزيمات المتعلقة بالانقسامات الخلوية.
وقال الأستاذ جرام أن بناء على هذه الاكتشافات فانه يمكننا ان نعتبر هذا الحمض موضح لامكانيات مركبات الفلافونويد في مجال الوقاية من مخاطر الإصابة بسرطان القولون.
تمهيد الطريق لعلاجات جديدة
لدينا الكثير من العقاقير لعلاج مرض السرطان، ولكن تقريبا لا يوجد علاج للوقاية منه، وهو مرض لن يفارقنا لذلك وجب تطوير وسائل وقائية الآنهكذا علق الأستاذ المساعد بجامعة داكوتا الجنوبية جيرام جوناجي
وبمجرد أن وثق الباحثون هذا الحمض (trihydroxybenzoic) المشتق من حمض الصفصاف الموجود بدواء الأسبرين، وأنه له خصائص كابحة لنمو الخلايا السرطانية، عكفوا على دراسة المصادر الطبيعية لهذه المواد، وهو ما قادهم إلى مركبات الفلافونويد.
ويقوم الباحثون حاليا باستكمال هذه الدراسات عبر اختبارات معملية على حيوانات بغرض الوصول لدواء وقائي يمكن الاعتماد عليه مستقبلا.